هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثير من الناس الذين يرغبون في تعزيز دورهم في المشاركة الاجتماعية والثقافية والسياسية عبر شبكة الإنترنت. فما هي فوائد وعيوب إنشاء موقع تواصل اجتماعي خاص باللغة العربية؟ وهل هو ممكن وعملي؟
في البداية، لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي لها أهمية كبيرة في نقل المعلومات والأخبار بسرعة وسهولة، وتوفير فرصة للتفاعل والحوار بين الأشخاص من مختلف الثقافات والآراء. كما أنها تساهم في زيادة الوعي بالقضايا المجتمعية والإنسانية والبيئية، وتشجيع التعلم والابتكار والإبداع.
ولكن، هل يكفي ذلك لإقناعنا بضرورة إنشاء موقع تواصل اجتماعي عربي؟ أم أن هذه الفكرة لها محدودية وصعوبة في التطبيق؟
إذا نظرنا إلى أمثلة على مواقع تواصل اجتماعي عربية سابقة، مثل عرب فيس أو باز أو صراحة، نجد أنها لم تحقق النجاح المأمول، أو أنها تعرضت لانتقادات واتهامات بسبب طبيعة محتواها أو طريقة استخدامها. فمثلاً، موقع عرب فيس، الذي يدّعي أنه يحافظ على خصوصية المستخدمين وحرية التعبير، يُشتبه في أنه يستخدم لأغراض سياسية أو استخباراتية، أو أنه يُستغل لنشر المحتوى المزيف أو المسيء.
أمَّ موقع باز، الذي يهدف إلى توفير منصة اجتماعية ذكية وآمنة، يواجه تحديات في جذب المستخدمين والتنافس مع المنصات العالمية، كما أنه يعاني من قلة التمويل والدعم.
وأخيراً، موقع صراحة، الذي يسمح للمستخدمين بإرسال رسائل مجهولة المصدر، يتسبب في ظاهرة التنمر الإلكتروني والإساءة للآخرين، مما دفع بعض الدول إلى حظره أو حذفه من متاجر التطبيقات.
إذن، يبدو أن إنشاء موقع تواصل اجتماعي عربي ليس بالأمر السهل أو البديهي، فهو يتطلب دراسة جدوى وتحليل سوق وتقديم خدمات متميزة وجودة عالية. كما أنه يواجه تحديات في الترويج والانتشار والحفاظ على المصداقية والأمان. وربما يكون الحل ليس في الانغلاق على اللغة العربية فقط، بل في التفتح على اللغات الأخرى والاندماج في المجتمع العالمي، فالتواصل الاجتماعي هو أداة للتقارب والتبادل وليس للانعزال والانفصال.