رفضت مصر والأردن مزاعم إسرائيل بشأن تهريب أسلحة من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، ووصفتا الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة وتستهدف تقويض جهود الوساطة الإقليمية والدولية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
تفاصيل الاتهامات وردود الفعل المصرية
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصر بأنها ممر لتهريب الأسلحة إلى حركة حماس عبر ممر فيلادلفيا، وهو منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود بين مصر وغزة. ورداً على هذه الاتهامات، صرح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، أن هذه الادعاءات تفتقر إلى أي دليل وأنها محاولة للتشويش على الرأي العام الإسرائيلي وصرف الانتباه عن المشكلات الداخلية التي تواجهها إسرائيل.
وأضاف رشوان أن مصر تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز الأمن على حدودها مع غزة، بما في ذلك تدمير أكثر من 1500 نفق بين غزة وسيناء، وإنشاء منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات، وبناء جدار خرساني يمتد على طول الحدود. وأكد أن إسرائيل تسيطر على الحدود مع غزة من ثلاث جهات وتملك أحدث وسائل المراقبة، ما يجعل أي عمليات تهريب غير ممكنة.
ردود الفعل الأردنية والعربية
من جهتها، رفضت وزارة الخارجية الأردنية مزاعم نتنياهو وأكدت تضامنها الكامل مع مصر في مواجهة هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن الاتهامات تهدف إلى تعطيل جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة. كما أدانت الأردن ما وصفته بـ”التحريض غير المبرر” والتصعيد الإسرائيلي الذي يفاقم التوترات في المنطقة.
كما أعربت قطر والكويت وفلسطين عن دعمها لمصر ورفضها للادعاءات الإسرائيلية، وأكدت على ضرورة تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها على غزة وإنهاء معاناة السكان هناك【17†source】.
السياق العام والإجراءات الإسرائيلية
منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على ممر فيلادلفيا في مايو الماضي، تم تعليق دخول شاحنات المساعدات من مصر إلى غزة، وهو ما أثار استياء كبيراً في الأوساط العربية. وتعتبر إسرائيل أن الممر يمثل شريان حياة لحماس لإعادة التسلح، بينما ترى الدول العربية أن هذه الادعاءات تهدف إلى تبرير استمرار العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين.
واختتم رشوان بأن مصر ستواصل جهودها لتحقيق الاستقرار في المنطقة والدفاع عن سيادتها ضد أي محاولات للتدخل أو التشويش من قبل إسرائيل، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى مراجعة سياساتها والتحقيق في قضايا تهريب الأسلحة من داخل إسرائيل نفسها، والتي تشمل أنواعاً من الأسلحة مثل البنادق والصواريخ المصنعة محلياً داخل غزة.
من خلال هذه المواقف، يتضح أن هناك تضامناً عربياً واسعاً مع مصر في رفض الاتهامات الإسرائيلية، وتأكيداً على أهمية مواصلة جهود السلام لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وحل شامل للقضية الفلسطينية.