ويقول مسؤولو طالبان إن إيران وباكستان أجبرتا نحو 850 ألف مواطن أفغاني لا يحملون وثائق إقامة على العودة إلى أفغانستان في الأشهر الثلاثة الماضية.
ووفقاً لإذاعة صوت أمريكا، وعلى الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة من أن شتاءً قاسياً ومستقبلاً غامضاً ينتظر أولئك الذين سيعادون، إلا أن قمع الأفغان غير المسجلين في البلدان المجاورة مستمر.
وقال عبد الرحمن رشيد، وزير اللاجئين في حكومة طالبان، يوم الاثنين إن إيران قامت بترحيل “ما يقرب من 345 ألف” أفغاني منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول، وزعم أن وزارة شؤون اللاجئين منحت كل عائلة عائدة أموالاً ومساعدات فورية أخرى.
وقد تعهد المسؤولون في الجمهورية الإسلامية بترحيل الأفغان الذين لا يملكون وثائق قانونية من إيران، وأفاد المسؤولون الباكستانيون أنه منذ أن أمرت الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة ضد جميع الأجانب غير الشرعيين، غادر إيران ما يقرب من 490 ألفًا من أصل 1.7 مليون مواطن أفغاني يعيشون في إيران. وقد أعيد إلى أفغانستان.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، ادعى وزير الداخلية الباكستاني سارفراز بوجتي أن “أكثر من 90 بالمائة” من الأفغان الذين ليس لديهم وثائق إما أعيدوا أو عادوا “طوعًا” إلى بلادهم.
وفي الأيام الأخيرة، أبلغت وكالات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن انخفاض تدريجي في عدد العائدين من باكستان، ولكن من المتوقع أنه بحلول بداية صيف عام 1403، سيعود 280 ألف شخص آخرين من هذا البلد المجاور إلى أفغانستان.
وبررت حكومة باكستان برنامج ترحيل المواطنين الأفغان بأنه يتوافق مع قوانين الهجرة في هذا البلد وأن منتهكي هذه الأنظمة يواجهون نفس المصير في جميع أنحاء العالم، لكنها أوضحت أن هذا البرنامج يشمل ما يقرب من 2.3 مليون أفغاني. بوثائق قانونية، ولا تشمل 1.4 مليون لاجئ أفغاني يعيشون في هذا البلد.
وحذرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي من أن “ضعف العائدين سيشتد خلال فصل الشتاء، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الطلب على الرعاية الصحية المنقذة للحياة مع تفاقم البرد”.
وأقامت حركة طالبان مخيمات مؤقتة على الجانب الأفغاني من الحدود حيث يمكن للعائدين البقاء في انتظار نقلهم إلى مدنهم الرئيسية في جميع أنحاء أفغانستان. وطلبت السلطات التنفيذية من الدول المجاورة عدم إساءة معاملة المواطنين الأفغان وعدم إجبارهم على المغادرة.
وتزعم إسلام أباد أن بعض المواطنين الأفغان غير الشرعيين ساعدوا هذا العام في تسهيل موجة مميتة من الإرهاب من خلال تنفيذ أكثر من عشرة تفجيرات انتحارية في باكستان، كما قال مسؤولو طالبان إنهم لن يسمحوا لأي شخص من أراضيهم بمهاجمة باكستان أو أي بلد آخر. وأدانت طرد الأفغان ووصفته بأنه “عمل غير إنساني”.