هيئة دبي للثقافة توسّع مشروع التراث على منصة Google Arts & Culture بقصص جديدة عن العمارة والأزياء والموسيقى

هيئة دبي للثقافة توسّع مشروع التراث على منصة Google Arts & Culture بقصص جديدة عن العمارة والأزياء والموسيقى

دبي – أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) عن توسيع مشروعها الرقمي المشترك مع منصة Google Arts & Culture، بإضافة مجموعة من القصص الجديدة التي تسلط الضوء على عمق التراث الثقافي في الإمارة من خلال محاور العمارة التقليدية والأزياء المحلية والموسيقى الإماراتية. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود الهيئة لتعزيز حضور الثقافة الإماراتية على الساحة العالمية وإبراز ملامح الهوية المحلية أمام جمهور دولي واسع.

تعاونت الهيئة مع فريق Google Arts & Culture لتقديم محتوى بصري وتفاعلي متجدد يعرّف الزوار بتاريخ دبي الثقافي بأسلوب معاصر يجمع بين التقنيات الرقمية والرواية الإنسانية. وبحسب بيان رسمي، يشمل التحديث الجديد أكثر من 80 صورة ومقطع فيديو ومقالات تعريفية باللغتين العربية والإنجليزية تروي قصصاً عن الحرف اليدوية، التصاميم المعمارية التراثية، والأزياء الشعبية التي تعكس روح المكان وارتباط الإنسان الدائم ببيئته الساحلية والصحراوية.

تراث دبي من منظور رقمي

تتيح المنصة الرقمية للزوار فرصة استكشاف مواقع تاريخية مثل منطقة الشندغة وبيت الشيخ سعيد آل مكتوم، إضافة إلى جولات افتراضية توضح تفاصيل الطابع العمراني القديم الذي يجمع بين الأصالة والوظيفة العملية. وتتناول المواد الجديدة تأثير العمارة التقليدية على التصاميم الحديثة في دبي، وكيف أعادت المدينة إحياء عناصر التراث في بيئة حضرية متطورة.

وفي محور الأزياء، يقدم المشروع رحلة رقمية في تاريخ الأزياء الإماراتية من الأقمشة المطرزة باليد إلى العطور التقليدية والمجوهرات المحلية. كما خصّصت الهيئة نافذة مميزة للموسيقى الشعبية الإماراتية مثل فن العيّالة والليوة، موضحة الدور الثقافي والاجتماعي الذي تؤديه هذه الفنون في المناسبات الوطنية والاحتفالات.

تجسيد لهوية دبي الثقافية

قالت هالة بدري، المديرة العامة لهيئة دبي للثقافة والفنون، إن “المشروع الجديد يعكس التزام دبي المستمر بتوظيف التكنولوجيا لحماية تراثها ونقله للأجيال المقبلة، وجعل الثقافة عنصراً رئيسياً في حياة المجتمع”. وأوضحت أن الشراكة مع Google Arts & Culture تتيح إيصال القصص المحلية إلى ملايين المستخدمين في أنحاء العالم بطريقة تلهم المهتمين بالفنون والتراث والإبداع.

وأضافت بدري أن “المحتوى الرقمي الجديد يعزز موقع دبي كوجهة تجمع بين الحداثة والجذور التاريخية، ويُظهر كيف استطاعت الإمارة أن تطور نموذجاً متنوعاً يحترم ماضيها بينما يتطلع إلى المستقبل.”

تأتي هذه التوسعة بعد النجاح الذي حققته المرحلة السابقة من التعاون التي نُشرت فيها قصص حول المتاحف والمخطوطات التقليدية والفنون المعاصرة. ووفقاً لإحصاءات المنصة، جذبت الصفحات الخاصة بتراث دبي أكثر من نصف مليون زيارة منذ إطلاق المشروع عام 2023، أغلبها من مستخدمين في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية.

من جانبها، أشادت إدارة Google Arts & Culture بالتعاون المستمر مع دبي للثقافة، مؤكدة أن “الإمارة تعد نموذجاً رائداً في المنطقة لاستخدام التقنيات الرقمية لحفظ التراث ونقله إلى العالم بلغة الفن والابتكار”.

نحو مستقبل رقمي للتراث

يشكّل المشروع أحد الأركان الرئيسة في مبادرة “دبي مدينة الإبداع” التي تسعى لتحويل الإمارة إلى منصة معرفية مفتوحة أمام المبدعين والباحثين. كما يأتي ضمن رؤية دبي الثقافية 2030 الهادفة إلى توسيع الوصول إلى الفنون باستخدام الوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي.

بهذه الإضافة الجديدة، تثبت دبي أنها لا تكتفي بعرض التاريخ في المتاحف فقط، بل تعرضه للعالم بأسره على الإنترنت، بأسلوب يلهم الأجيال الشابة ويعزّز صلة المجتمع المحلي بتراثه وسط مشهد حضاري سريع التغير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *