أعلنت شركة فلاي دبي عن توقيع مذكرة تفاهم لشراء 150 طائرة من طراز إيرباص A321 نيو، في خطوة تمثل تحولاً استراتيجياً كبيراً لشركة اعتادت الاعتماد حصرياً على طائرات بوينغ منذ انطلاقتها. تأتي هذه الصفقة لتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي في المنطقة، خصوصاً مع خطط التوسع في مطار آل مكتوم الدولي والبنية التحتية الجوية في دبي.
سيسمح هذا الأسطول من طائرات A321 نيو لفلاي دبي بزيادة السعة على الوجهات المزدحمة وتعزيز حضورها على الخطوط المتوسطة والطويلة ضمن نموذج الطيران الاقتصادي. كما يُتوقع أن تكمل هذه الطلبية أسطول طائرات بوينغ 737 ماكس الحالي والطلبيات القائمة لطائرات بعيدة المدى، بما يمنح الشركة مرونة أكبر في تصميم شبكتها التشغيلية.
في الوقت نفسه، كشفت الاتحاد للطيران عن طلبية مؤكدة لست عشرة طائرة إيرباص جديدة، تضم ست طائرات A330-900 نيو وسبع طائرات A350-1000 وثلاث طائرات شحن A350F، في إطار خطة شاملة لتوسيع أسطولها بعد تحقيقها تحولاً مالياً خلال العامين الماضيين. وتأتي هذه الطلبية إلى جانب اتفاقية تأجير مع شركة أفولون للحصول على تسع طائرات إضافية من طراز A330-900، ما يرفع التزامات الاتحاد من طائرات إيرباص الجديدة إلى ما لا يقل عن 25 طائرة.
تعوّل الاتحاد على طائرات A350-1000 في تشغيل رحلات بعيدة المدى إلى الولايات المتحدة وأستراليا، مستفيدة من مداها الطويل وكفاءتها في استهلاك الوقود، فيما تُعد عائلة A330 نيو الأنسب لوجهات آسيا وجنوب شرق آسيا ذات الطلب المتنامي. كما ستعزز طائرات الشحن A350F قدرة ذراع الشحن في الشركة على الاستفادة من النمو المستمر في الطلب العالمي على خدمات الشحن الجوي.
تحولات في استراتيجيات الأساطيل
تمثل خطوة فلاي دبي باتجاه إيرباص تحولاً واضحاً في استراتيجية الأسطول لدى الشركة الشقيقة لطيران الإمارات، بعد سنوات من الاعتماد على طائرات بوينغ 737 فقط في عملياتها. يعكس هذا التغيير رغبة الناقل منخفض التكلفة في تنويع مصادر الطائرات، وتقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على مورد واحد، والاستفادة من مزايا السعة والمدى التي توفرها عائلة A321 نيو.
أما الاتحاد للطيران، فتسعى من خلال هذه الطلبات الجديدة إلى تسريع نموها بعد فترة من إعادة الهيكلة وخفض التكاليف التي تلت خسائر متراكمة لسنوات. يساعد الجمع بين طائرات A330 نيو وA350-1000 وA350F الشركة على بناء أسطول عريض البدن متدرج السعة، قادر على خدمة كل من الرحلات الإقليمية المتوسطة والرحلات العابرة للقارات، إلى جانب تعزيز نشاط الشحن.
تأتي صفقات فلاي دبي والاتحاد في اليوم الثاني من معرض دبي للطيران، بعد إعلان طيران الإمارات عن طلبية كبيرة لطائرات بوينغ 777-9 في اليوم الأول من المعرض، ما يؤكد الزخم القوي لقطاع الطيران في منطقة الخليج. تراهن شركات الطيران في الإمارات على خطط توسعة ضخمة للبنية التحتية، من بينها مشروع تطوير مطار آل مكتوم الدولي بتكلفة تقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات، مع إضافة مدارج وأبواب سفر جديدة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمدينة.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الطلبيات ستدعم توسعاً كبيراً في شبكات الخطوط، مع فتح وجهات جديدة وزيادة وتيرة الرحلات إلى الأسواق الأميركية والأوروبية والآسيوية. يعكس هذا التوسع أيضاً ثقة الناقلات الخليجية في استمرار نمو الطلب على السفر والترانزيت عبر مراكزها، ما يعزز مكانة الإمارات كمحور عالمي رئيسي للطيران المدني.







