كلما سار عقربا الساعة، وجد المصممون حاجة إلى تطوير طرز الديكور الأصيلة، وجعلها تواكب الموضة المعاصرة وتُلبي الأذواق الشابة. ليست المهمة المذكورة سهلة، فهي تتطلب فهم جوهر أي طراز والمؤثرات فيه والأساسيات والتفاصيل، فالاشتغال بنفس حديث. من بين طرز الديكور العربية التي تعكس ثقافة البلد ونتاج حرفييه ورؤى مصمميه، يبرز ذلك المغربي المتأثر بروافد إسلامية وقبائلية ومدينية وكولونيالية.، التي تحاول من خلال أعمالها وقطعها التي لا تخلو من فنية وحتى من روح الدعابة من نقل الطراز المغربي على طريقتها للجيل الجديد، والثانية لرائدة الأعمال عايدة قنديل التي تربط نتاج الحرفيين المغاربة بالمستهلكين.
يُعرف الطراز المغربي في الديكور بالألوان النابضة بالحياة والنقوش المعقدة والمزج المتناغم بين التأثيرات التقليدية والإسلامية،، وهو يُجسّد تراثاً ثقافيّاً غنيّاً ويُركّز على الأشكال الهندسية وتصاميم الأرابيسك والتفاصيل المزخرفة والمنسوجات الفاخرة، كما الفوانيس المعدنية والسيراميك الملون والأثاث الخشبي المنحوت بشكل معقد. ينضح الأسلوب بالدفء والضيافة ويُعبر عن علاقة قوية بالهوية والتاريخ المغربيين.
مع مرور الأعوام، تطور النمط المغربي في الديكور، ليحضن تأثيرات معاصرة، مع الحفاظ على جوهره الأصيل؛ كانت ساهمت أجيال شابة في تحديث الأسلوب من خلال سكب عناصر من البساطة وطراز الحد الأدنى (المينيماليست) فيه. في هذا الإطار، تقول المصممة إنه «في، تراعي الأعمال التحديثات المذكورة، من خلال فنون جامعة بين الأنماط المغربية والإسلامية والجماليات المعاصرة، وجذابة للجمهور الأصغر سناً والأذواق المنوعة في التصميم».
عن التقنيات الأبرز المُستخدمة في الطراز المغربي، في إطار صناعة الأثاث وقطع الديكور، تعدد المصممة النجارة التقليدية، مثل: النحت المعقد والشبك، لإنشاء قطع أثاث مذهلة، بما في ذلك الخزانات والطاولات والكراسي. كما يتقن العمال الذين يشتغلون بالمعادن، بدورهم، تقنيات التخريم والطَرق لإنتاج الفوانيس الجميلة والإكسسوارات المزخرفة. بالإضافة إلى ما تقدم، فإن فن الزليج، وهو شكل من أشكال بلاط الفسيفساء، عبارة عن تقنية بارزة أخرى تستخدم لتزيين الجدران والأرضيات والأسطح الأخرى، ما يضيف لمسة فريدة وفنية إلى الديكورات الداخلية المغربية.
طالما كان الحرفيون المغاربة معروفين بمهاراتهم ودقتهم في مهنهم المتوارثة عبر الأجيال؛ في هذا الإطار، تقوم عايدة قنديل، رائدة أعمال ومؤسسة سوق بدور ربط الحرفيين المهرة والمصممين الضليعين المغاربة بالمستهلكين، من أثاث وإكسسوارات منزلية يدوية الصنع للبيع للأخيرين، «أونلاين». بذا، هي تُسلّط الضوء على التراث الثقافي الغني والتقاليد الفنية للمغرب المتوارثة عبر الأجيال، كما تُمكّن الحرفيين المهرة، علماً أن كثيرين منهم ينتمون إلى مجتمعات ريفية أو مهمشة في المغرب، مع الالتزام بأساليب الإنتاج المستدامة والتقليل من البصمة البيئية (مؤشر لقياس تأثير مجتمع