برشلونة – يشهد معرض IBTM World 2025، أحد أبرز الفعاليات العالمية المتخصّصة في صناعة الاجتماعات والفعاليات والسفر التحفيزي، حضوراً عربياً لافتاً هذا العام، إذ تسجّل دول مجلس التعاون الخليجي مشاركة قياسية من حيث عدد العارضين ورفاهية المشروعات السياحية التي يتم عرضها لجذب منظّمي الفعاليات من مختلف أنحاء العالم.
يعقد المعرض بين 18 و20 نوفمبر في مركز فيرا برشلونة، ويستقطب كبار الخبراء والمهنيين في مجال الاجتماعات والمعارض والسفر التحفيزي (MICE)، وسط تركيز خاص هذا العام على نمو الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تشهد طفرة في البنية التحتية السياحية والاستثمار في وجهات فاخره لرجال الأعمال والمؤتمرات.
طفرة خليجية في المعرض
تشهد أجنحة دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما السعودية والإمارات وقطر، إقبالاً واسعاً من الزوّار الدوليين، مع عروض مبتكرة تبرز التطور السريع في مرافق المؤتمرات والمعارض الفاخرة بالمنطقة.
يضم جناح المملكة العربية السعودية مشاركة لعدد من الهيئات والشركات السياحية التي تسوّق لوجهات جديدة مثل الرياض وجدة والبحر الأحمر، وهي مدن تشهد توسعاً في قاعات المؤتمرات ومراكز المعارض ذات المعايير العالمية. أما الإمارات فتركّز على استعراض مكانتها كمركز رئيسي للفعاليات الدولية، من خلال مشاريع ضخمة في دبي وأبو ظبي ونجاحها في تطوير تجارب للزوار تجمع بين الفخامة والتقنية الحديثة.
كما تستعرض قطر إنجازاتها بعد استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وتسعى لترسيخ موقعها كمركز للمؤتمرات الدولية الفاخرة، بينما تعمل سلطنة عُمان والبحرين على جذب منظّمي الفعاليات عبر تقديم عروض استثمارية تنافسية لجذب المؤتمرات الإقليمية.
بحسب تقرير صادر عن منظّمي IBTM، ارتفع حجم فعاليات الأعمال القادمة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 15% خلال العام 2025 مقارنة بالعام السابق، ما يعكس تنامي الطلب على استضافة المؤتمرات في بيئات فاخرة ومتّصلة بالعالم. ويشير التقرير إلى أنّ ارتفاع أعداد الفنادق الفخمة الجديدة في المنطقة، وتسهيل إجراءات التأشيرات، وتطوير البنية التحتية الرقمية، عوامل تعزز موقع المنطقة على خارطة صناعة الاجتماعات العالمية.
برشلونة مركز الحوار العالمي
يشارك في مؤتمر IBTM World أكثر من 14 ألف مهني من نحو 100 دولة، يمثلون أبرز الشركات المتخصصة في تنظيم المؤتمرات والتسويق السياحي والابتكار التكنولوجي. وتبرز نسخة 2025 كمحطة استراتيجية لإعادة تعريف شكل فعاليات الأعمال في مرحلة ما بعد التحوّل الرقمي، مع جلسات تناقش أثر الذكاء الاصطناعي والاستدامة البيئية على صناعة الاجتماعات.
وفي تعليقها على الحضور القوي من المنطقة، قالت مديرة المعرض العالمي لينا إيمز إن «منطقة الشرق الأوسط أصبحت اليوم أحد أسرع الأسواق توسعاً في قطاع الاجتماعات والفعاليات الفاخرة، حيث تجذب منظّمي الفعاليات بفضل تنوع الوجهات ورفاهية البنية التحتية».
توقّع خبراء أن يواصل قطاع فعاليات الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموه بمعدّل سنوي يتجاوز 10% خلال السنوات الخمس المقبلة، مدعوماً برؤية اقتصادية تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط وتعزيز مكانة المدن العربية كمحاور سياحية دولية.
في المقابل، يساهم حضور العارضين الخليجيين بكثافة في معرض برشلونة في تعزيز العلاقات التجارية والسياحية بين المنطقة وأوروبا، ويؤكد الطابع الدولي المتزايد لصناعة المؤتمرات العربية، التي تتطلّع إلى مستقبل أكثر ابتكاراً وتنافسية على الساحة العالمية.






